انتخابات جامعه الخليل

خسارة حماس في انتخابات جامعه الخليل يحمل دلالات وأبعاد سياسيه

  • خسارة حماس في انتخابات جامعه الخليل يحمل دلالات وأبعاد سياسيه
  • خسارة حماس في انتخابات جامعه الخليل يحمل دلالات وأبعاد سياسيه

افاق قبل 5 سنة

 

خسارة حماس في انتخابات جامعه الخليل يحمل دلالات وأبعاد سياسيه

المحامي علي ابوحبله

من وراء الكواليس تدور اتصالات بين حركتي حماس وإسرائيل، والإدارة الأمريكية طرف فيها، وبوساطة دولية عربية، تدرك ضرورة أن تكون على اطلاع بما يجري في قطاع غزة.

هذه الاتصالات تكثفت وتعمقت بعد لقاء البيت الأبيض حول مناقشة الوضع الإنساني في القطاع، وتقول مصادر مطلعة مقربة من حركة حماس، وعلى دراية بما يجري من اتصالات، أن التركيز في هذه الاتصالات على انجاز صفقة تبادل الأسرى بما يخدم الجانبين حماس وتل أبيب، وأن تصل الأموال المخصصة لقطاع غزة من أية جهة كانت الى الحركة مباشرة، وليس عن طريق السلطة الفلسطينية.

 واستنادا إلى هذه المصادر فان "مسيرات العودة" التي ترعاها حركة حماس على حدود غزة، أعادت الاتصال ثانية بين حماس وإسرائيل ودخول أمريكا على هذا الخط.

ووفق تلك التقارير فان الحديث عن صفقة القرن ومحاولات جر حماس للانخراط فيها أثرت وبشكل مباشر على خسارة حماس في انتخابات جامعه الخليل والذي  يحمل دلالات وأبعاد سياسيه تتطلب من حماس أن تحلل نتائجه  بموضوعيه بعيدا عن محاولات إلقاء أسباب الفشل على التدخلات لأجهزه السلطة وغيرها من التسميات ضمن محاولات تبرير الإخفاق والفشل الذي حصدته حماس في أهم معقل من معاقلها وحواضنها

اتهامات فتح لحماس وردّ حماس عليها تختزل كثيراً المشهد الفلسطيني، وتجيب عن كثير من التساؤلات التي يتم تداولها، حول ما يجري بين حماس وفتح، وبين حماس وإسرائيل، والدورين المصري والقطري، ومن خلفه الدور التركي، في انقلاب مواقف حماس، وقبولها بالتهدئة، بما يتوافق مع المشاريع الأمريكية المطروحة، وانقلاب المشهد الفلسطيني؛ حيث أصبحت حماس جزءاً من الاعتدال، فيما تبدو فتح "السلطة الفلسطينية" بعد قرارها وقف أية اتصالات مع الإدارة الأمريكية، منذ ستة أشهر، بأنّها جزء من حلف الممانعة.

محادثات التهدئة بين حماس وإسرائيل بالرعاية المصرية  كشفت تحولات عميقة في مواقف حماس، مرتبطة بثلاثة عوامل؛ الأول: الضغوطات التي تواجهها لتحقيق مطلب فك الحصار عن القطاع وتجاوز اتهامات بمسؤوليتها عما حل بالقطاع بسبب هذه الحصار، والثاني: ضمان استمرار سيطرتها على القطاع وعدم التسليم بسيطرة سلطة فتح على القطاع، حتى عنوان الشراكة معها. والثالث: أنّ الأطراف الداعمة لحماس ممثلة بإيران وتركيا وقطر، تريد استخدام ورقة حماس في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، في ظل علاقات متدهورة بالنسبة لإيران، وتصعيد بين إسرائيل وأمريكا من جهة، ومع تركيا من جهة أخرى، فيما تتطلع قطر لتعزيز أوراقها في خلافاتها مع السعودية والإمارات، باعتبار أنّ تحقيقها إنجازاً بـ "جلب" حماس لمتطلبات "صفقة القرن"، سيعزز موقعها بتلك الخلافات لدى الإدارة الأمريكية، ويمنحها شهادة براءة من التهم الموجهة إليها وخاصة تهمة دعم وتمويل ورعاية الإرهاب.

وهنا يكمن حقيقة وجوهر  الفشل  الذي حصدته حماس بانتخابات جامعة الخليل وهي انعكاس  لسياسة ونهج حماس وتغير في برنامجها المقاوم من خلال سيرها بمخطط التهدئة وهو مخطط يكرس الانقسام ،

فيما نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية عن مصدر سياسي في حكومة نتانياهو قوله أن الانجاز الكبير الذي حققه نتانياهو من خلال سماحه بإدخال المال القطري إلى قطاع غزة هو فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

وأضاف المصدر أن السلطة ومنذ توقيع اتفاقية أوسلو كانت ترفض أية رقابة إسرائيلية على الأموال التي ينقلها إلى قطاع غزة، أما الآن فان إسرائيل باتت تراقب كل دولار يدخل الى هناك.

وجاء ذلك ردا على انتقادات خصوم نتانياهو على إدخال الحكومة الإسرائيلية المال القطري الى حماس في قطاع غزة. وحسب المصدر السياسي الاسرائيلي (الوضع الان أفضل من قبل بكثير، حيث ان لاسرائيل رقابة مالية على الاموال التي تدخل الى قطاع غزة وعلى من يتلقى هذه الاموال وهويتهم وان إسرائيل سمحت بدخول الدفعات القطرية ما يغيّر المعادلة التي سادت منذ توقيع اتفاقية اوسلو.

 

وأضاف المصدر السياسي الإسرائيلي: قبل ذلك كان ابو مازن يتحكم بصورة مباشرة بهذا ولا يسمح لإسرائيل بمراقبة الأموال وطريقة صرفها أما اليوم فهي تحت الرقابة الإسرائيلية موضحا " اعتقد ابو مازن اننا سنقوم بحرب من أجله أو اننا سوف ننحني امام حماس ولكن الأمران لم يحدثا ونجحنا في فصل غزة عن الضفة الغربية وهو أكبر الانجازات لنا. فالمال كان هو الصلة المباشرة بين الضفة وغزة وتحت إشراف ابو مازن أما الان فان أبو مازن لم يعد يقرر أي شئ في غزة" على حد قوله.

هذه المواقف الاسرائيليه وفق التغير في نهج حماس عملت على تكريس الانقسام وهيئت الظروف لمحاولات  تمرير صفقه القرن ضمن مخطط يقود لتوسيع ألرقعه الجغرافية لغزه لتشمل العريش والشيخ زويد وان زيارة السيسي لواشنطن مرتبطة بالتهدئة التي تؤيدها واشنطن وأعلن ميلادينوف المبعوث الاممي تاييده لمخطط أعاده أعمار غزه والتهدئة مقابل امتيازات اقتصاديه قبلت حماس للانخراط فيها

هذا في الوقت الذي تقف فيه السلطة الفلسطينية موقف الرافض لصفقه القرن وتتعرض لضغوط اقتصاديه وسياسيه لمحاولات إذعانها والقبول بشروط التسوية والتنازل عن القدس والمستوطنات والقبول بكيان هزيل وسلطه حكم ذاتي

هذا الانقسام وهذه الخلافات والمناكفات بين فتح وحماس باتت تصب في صالح الاحتلال وتمرير صفقه القرن من خلال قبول حماس لشروط التهدئة مقابل امتيازات اقتصاديه وتثبيت حكم حماس في غزه والاعتراف بحماس كطرف يقبل بشروط التسوية بديل عن منظمه التحرير

مواقف حماس السياسية المستجدة وتحالفاتها الاقليميه وفتح قنوات اتصال مع أمريكا عبر الدوحة ومصر اضر كثيرا بمصداقيه حماس وببرنامجها السياسي المقاوم

خسارة حماس بموضوعيه هو سياسي بامتياز وهذه الخسارة هي بمثابة تحذير لحماس من التمادي والسير بمخطط التسوية لتحقيق مصلحه فئوية حزبيه على حساب الثوابت الوطنية الفلسطينية وهذا يحقق لأمريكا وإسرائيل هدفهما بشق وحده الصف الفلسطيني وتجسيد فصل غزه عن الضفة الغربية وهو مخطط استراتيجي يخدم أهداف إسرائيليه ومحاولات تجسيد وترسيخ الكونتونات في الضفة الغربية وفرض حاله التنازع على الأراضي والالتفاف على الحقوق الوطنية الفلسطينية

خسارة حماس في انتخابات جامعه الخليل حقيقة تتطلب من قياده حماس مراجعه لمواقفها وسياستها المتعلقة بالسير في ركاب التهدئة وتتطلب إنهاء الانقسام ووضع المصالح الوطنية الفلسطينية فوق اي اعتبار. وان تضع في سلم أولوياته التحرير والتحرر من الاحتلال ومواجهه مخطط تهويد القدس

حماس جزء لا يتجرء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني ومكون من مكونات النظام السياسي وعلى قياده حماس الحفاظ على مكونها السياسي الفلسطيني بعيدا عن اي انتماءات او تحالفات يبعدها عن كونها مكون سياسي فلسطيني وان لا يستغلها البعض كاداه من أدوات محاولات تمرير مخططات ابعد ما يكون عن الهم الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهي مخططات مرتبطه بمصالح إقليميه ودوليه وجميعها تصب في صالح الاحتلال وترسيخ وجوده على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية

بات مطلوب من حماس اعاده تقييم جذري وجلد للذات ومحاسبه للنفس وبموضوعيه لتبحث عن أسباب خسارتها لانتخابات مجلس طلبه في جامعه الخليل وان تدارك خسارتها ممكن معالجته قبل خسرانها لوجودها كمكون سياسي فلسطيني وان ينظر إليها كاداه تنفيذيه لخدمه أجندات تخدم دول إقليميه ودوليه وهذا هو الخسران الأكبر أمام خسارة لا تقاس بخسارتها كمكون أساسي فلسطيني ضمن مكونات النظام السياسي الفلسطيني

التعليقات على خبر: خسارة حماس في انتخابات جامعه الخليل يحمل دلالات وأبعاد سياسيه

حمل التطبيق الأن